وقال الإمام القرافي : " قال العلماء : إنما تصح رؤية النبي ـrـلأحد رجلين .
أحدهما : صحابي رآه فعلم صفته فانطبع في نفسه مثاله فإذا رآه جزم بأنه رأى مثاله المعصوم من الشيطان، فينتفي عنه اللبس والشك في رؤيته عليه السلام .
وثانيهما : رجل تكرر عليه سماع صفاته المنقولة في الكتاب حتى انطبعت في نفسه صفته عليه السلام، ومثاله المعصوم كما حصل ذلك لمن رآه فإذا رآه جزم برؤية مثاله عليه السلام كما يجزم به من رآه فينتفي عنه اللبس والشك في رؤيته عليه السلام، وأما غير هذين فلا يحصل لـه الجزم، بل يجوز أن يكون رآه عليه السلام بمثاله، ويحتمل أن يكون من تخييل الشيطان، ولا يفيد قول المرئي لمن يراه أنا رسول الله، ولا قول من يحضر معه هذا رسول الله؛ لأن الشيطان يكذب لنفسه ويكذب لغيره ... " هذا والله أعلم. ((أهـ (1) .
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه : ما معنى قوله ـ r ـ: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ؟
الجواب : ـ
معنى الحديث على هذه الرواية: أن من رأى النبي ـrـفي المنام على صورته التي كان عليها في الدنيا فسيرى تأويل رؤياه ووقوع ما أشارت إليه من الخبر في دنياه؛ لأن رؤياه على صورته حق؛ لما دل عليه قوله آخر الحديث: فإن الشيطان لا يتمثل بي انظر تفسير هذا الحديث في [فتح الباري] لابن حجر رحمه الله في كتاب التعبير، وليس المراد أنه يرى ذات الرسول ـrـبيقظته، وقد روى الإمام البخاري الحديث في كتاب التعبير، عن أنس ـtـقال: قال النبي ـrـبلفظ: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي... الحديث، ومعناه: من رأى النبي ـrـعلى صورته التي كان عليها في الدنيا فرؤياه حق، فإن الشيطان لا يتمثل بصورته، وروى مسلم في صححه هذا الحديث بلفظ: من رآني في المنام فسيراني، أو فكأنما رآني على الشك، ولم يذكر كلمة اليقظة، ومعناه: صدق الرؤيا وأن تأويلها سيتحقق(2).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم. (3) .
ـــــــــــــــــــــــــ