للحديث بقية ،،،،،،
مقالة بقلم : نبيل حزين
لقد تملكني الذهول الشديد وأثار حافظتي واندهاشي الشديدين
ما سمعته من أحد المعلمين وهو يدلو بدلوه بموضوع الكتب الخارجية
وما تقدمه من فائدة عميقة للمعلم قبل المتعلم .
إن هذه الكتب الخارجية وإن كانت هي
مصدر من مصادر التعلم، فلابد أن نلتمس للمتعلم العذر ؛ لأن هذه الكتب قد تعينه
وتفيده بعض الإفادة القريبة التي تنتهي بانتهاء الغرض
الذي وجدت من أجله
فللطلاب وأولياء الأمور العذر في ذلك.
وإن كان لي رأي آخر
في هذا العذر سوف أتحدث فيه لاحقا.
أما أن أسمع أن هذه الكتب ذا أهمية كبيرة للمعلمين
لا يمكن الاستغناء
عنها فيجب علينا نحن – التربويين-أن نتوقف مليا عند
هذا الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة على العملية التعليمية،ويضع المعلمين
في قفص الاتهام والإهمال في تطوير أنفسهم،والبحث عن الجديد
الذي يقودهم إلى طريق الإبداع والتميز،في أداء رسالتهم
التي أمّنهم عليها المجتمع.
فالمعلم المبدع المتسلح بسلاح العلم والإيمان والقدرة
على الابتكار والإبداع في مجاله،لا يحتاج لكتب خارجية
جاهزة الإعداد يحفظ ما بها،
ويرددها أمام تلاميذه
فهذا الأمريضع المعلم والتلميذ في ميزان واحد لا فرق بينهما إلا خبرة المعلم
ولو كان هذا المعلم ذا حظ عاثر لظهر بين تلاميذه تلميذ ذكيا
يتفوق على خبرته وعلمه بذكائه
فهنا يتعثر المعلم في أداء رسالته
بشكل صحيح ويفقد ثقته بنفسه وثقة تلاميذه فيه
لأنه تكاسل في تطوير ذاته
بل اعتمد على نفس المصدر
الذي اعتمد عليه تلميذه .
فالمعلم الأمين على رسالته
يجب أن يتمتع بسمات خاصة
ويمتلك ملكات إبداعية وطرائق تدريس مبتكرة
في تحليل محتوى درسه بشكل شائق وجذاب يضع تلميذه في بؤرة الدرس
لا هامشه؛ لأن الاعتماد على الكتب الخارجية هو أساس من أسس الحفظ والتلقين
والتربية الحديثة تدعونا نحن – التربويين - للبعد عن الحفظ والتلقين .
أيها المعلمون: أمامكم فرصة عظيمة قلما تظهر لإثبات وجودكم
وطرح إبداعاتكم
ومشاركتكم العلمية والمهنية
في بناء جيل يحمل هم الوطن
ويسهم في بنائه
مقالة بقلم :نبيل حزين