يا سَدَّ (مصـر) الْمُسْتقـرَّ العالـي
جَـدِّدْ شبابـك يـا حبيبـاً غالـي
وانهض ب(مصر) على الدوام فإنها
ترنـوك حصنـا ذاخـر الآمــالِ
وصمـام أمـن للحبيبـة مصرنـا
أم الـبـلاد عـديـدة الأحـمـالِ
أنت الأصيل بـك الميـاه تجمعـت
من كل حدب فـي أحـب توالـي
وسرت ل(مصر) بكل وقت بالهنـا
حيـن الغـدوِّ وساعـة الآصـالِ
من فضل ربي قد أفـاض عطـاءه
جَمَّـاً لمصـر بمنحـة ونــوالِ
ذكرى تعود مـع اشتيـاق قلوبنـا
للسـد قـام بهيـبـة بأعـالـي
إنا شهدنا نصف قرن قـد مضـى
فيـه استمعنـا للزعيـم (جمـالِ)
إنا سنبنـي سدنـا مهمـا جـرى
مـن مانعيـن تـداول الأمــوالِ
فالبنك يرفض منحنـا قرضـا بـه
رمنا ارتفاعك في فضـاء معالـي
فقرار (أمريكـا) بحجـب تعـاون
فورا تسبب فـي انطـلاق رجـالِ
بالعـزم والإصـرار كانـوا كلهـم
كالأسد جالـوا فـي أعـز مجـالِ
و(الروس) مدوا عونهم من أجلنـا
لبنـاء سـد راســخ كجـبـالِ
من نصف قرن كان ذلـك عندمـا
كنـا ب(مصـر) بوثبـة الأبطـالِ
حقـا بنينـا سـدنـا ببسـالـة
هلـت لنـا بجـلائـل الأعـمـالِ
غَنَّى الجميـع غناءهـم بسعـادة
لاحـت بمصـر بأعـذب المـوالِ
يا (مصر) نيلك قد تجمـع مـاؤه
خلف البنـاء الشامـخ المتلالـي
ببحيـرة الآمـال مـاءٌ غـامـرٌ
بالخيـر يمـلأ شاسـع الأمـيـالِ
ومضى زمان كان يُغْـرِقُ مصرنـا
طوفـانُ نـيـل لازج الأوحــالِ
والغرس ينتظـر الميـاه بزحفهـا
بالصيـف تأتـي نحونـا بـزلالِ
والنيـل يبعـث للفيافـي أذرعـا
تحضنـه حضنـا واحـدا بـدلالِ
الآن يشـرب زرعنـا بطريـقـة
مثلـى تجلـت بالـورى كمـثـالِ
صرنـا بحـق للبسيطـة مَعْلَمَـاً
في الخير صرنا مضـرب الأمثـالِ
فالسـد وفَّـى بالوعـود موفـرا
طاقـات مـاءٍ طـيـب هـطـالِ
من ربنا المعبود يمنحنـا النـدى
سبحانـه ذي الجـود والإجــلالِ
رَيُّ الحياض قـد انتهـت أيامـه
والآن ريٌّ دائـــمٌ مـتـوالـي
وبـه استفدنـا طاقـة وإنــارة
للكهربـاء بأحسـن استـرسـالِ
ولَّـت ليالـي ظلمـة بسـوادهـا
وأتـى النهـار مصاحبـا لليالـي
لكـن فرحـة خافقـي بحبيبـنـا
منقوصـة بهـواجـس البلـبـالِ
فالطمي شـح بنـدرة فتصحـرت
أرضٌ تلاقـي نقـمـة الإهـمـالِ
أيـن الـدواء حبستمـوه بسدكـم
يا أهل مصر .. ألا اسمعوا لمقالي
قد كـان طميـا بلسمـا بشفائـه
للأرض عانـت قبضـة الأعطـالِ
لازلـت أنتظـر الحلـول تأخـرت
للسـد فيـهـا راحــةٌ للـبـالِ
لابـد مـن حـل سريـع حاسـمٍ
للطمـي يمضـي نحونـا بمنـالِ
حَنَّ الشمال إلى الجنـوب بطميـه
هل تسمعـون تشوقـا لشمـالِ ؟!
نادى بصـوت لا يـزال مجلجـلاً
متسائـلا عـن طميـه بـسـؤالِ
ويقول إني يـا جنـوب بلهفتـي
للطمـي يمـلأ بالنـدى أوصالـي
وكذا أنادي بالمزيـد مـن الثـرى
يغمـره مـاءٌ منـبـتٌ لـظـلالِ
فالأرض في (مصر) الحبيبة كلهـا
ترجـو اخضـرارا وارفَ الإظـلالِ
هيـا نعامـل سـدنـا بوسـائـلٍ
مثلـى ليخـدم قـادم الأجـيـالِ
ويفيـض بالمـاء الـزلال بقـدرة
لله يمنحنـا الرحـيـق الحـالـي
سبحان ربـي ذي الجـلال أنالنـا
في مصـر مـاءً مخرجـا لغـلالِ
من رزق رب العالميـن لمصرنـا
شكـرا لربـي الواحـد المتعـالِ
من نصف قرن كان موعدنـا بـه
حقـا بنينـا سـد مصـر العالـي
فله قصيدي بالتهانـي قـد شـدا
شعـرا يسجّـل هاهنـا أقـوالـي
فأنا أحبـك يـا حبيبـة مهجتـي
يا مصر يا روضـا زهـا بجمـالِ
صلى الإله على النبـي المجتبـى
طه الحبيـب المصطفـى والآلِ !!
وشكرا