تأسيس مسجد قباء
فصل وذكر تأسيس مسجد قباء ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسه لبني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة ، وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان . في الخطابي عن الشموس بنت النعمان [ بن عامر بن مجمع الأنصارية ] قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء ومنه اشتقاق الصهر في القرابة وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا [ التوبة 108 ] فهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى ، وإن كان قد روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال هو مسجدي هذا وفي رواية أخرى قال وفي الآخر خير كثير وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزلت لمسجد أسس على التقوى ، ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم ؟ فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار بالحجر فقال هو ذاكم فعليكموه وليس بين الحديثين تعارض كلاهما أسس على التقوى ، غير أن قوله سبحانه من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار معجزته والبلد الذي هو مهاجره