فـُصحى
وتُصبحينْ
فَتَبْعَثينَ النورَ مِن عَينيكِ
لِتوقِظي كُلَ الغُفاة َ النائمينْ
قوموا فقد طَلَعَ النهارُ على المَعاش
قوموا فإن الرزقَ في كُل الخِشاش
قوموا ويصبحُ وَجُهكِ للعالمينْ
وتنهَضينْ
فَتَغسلينَ الليلَ نورا ً
وتُرسلي الخيراتَ في عُمقِ الغلال
وتَنهَضينْ
فَتفتَحينَ عُيونكِ
عنها تساقط َ ياسمين ْ
محبوبتي
قسما ً بربِ المُرسَلين
ما كانَ حُبُكِ داخلي يَوماً جَنينْ
خُلِقَ الهَوى كَهلاً مَعي
مُتَرَبِعاً في أضلُعي
لا لَم يُرَدَ ولَن يُرَدَ لأرذلِ العُمرِ
ولَن توفاهُ السنين
هُوَ خالدٌ كخلودِ مُصحَفِنا الشريف ِ
مُنَزهٌ عَن كُلِ أيدي العابثينْ
سأحيلُ وصفكِ مسجداً
أجثو به
وأرتِلُ الصلواتَ حتى تأمنينْ
سأهُبُ أطلُبُ وِدَكِ
إني سأصرُخُ في المدائنِ حاشرينْ
أن أَقبِلوا
وأتوا هُنا بِكُلِ سَحارٍ عظيم
ألقوا بِسحركُمُ فما
تُلقونَ إنا لاقفينْ
أَلقَوا وأنتي
يا حبيبةُ تظهرينَ .. فَتُبهرينْ
خَروا جَميعاً عِندَ نَعلِكِ
رُكعاً أو ساجدين
تدرينَ يا نورَ الزَمان ؟
إني مُوَل ٍ شَطرَكِ
لولا " فَوَلِّ وجهَكَ " (1)
في مُحكَمِ الذِكرِ المبين
أوَتَعلَمين ؟
أني أشُدُ رِحالَ شَوقي نحوَ طُهرِكِ مِن سِنينْ
أوَتَعلَمينْ ؟
أني أرتِلِ ذِكرَكِ بالنورِ أنّا تُذكَرينْ
أوَتَعلَمينْ ؟
أني أمَرِنُ ذا الفؤادَ بأن يلين َ
لغير ِ حُبكِ لم يَلين !
أوَتَعلَمينْ ؟
أني قرأتُكِ في كِتابِ الله ِ
وفي الصحيح ِ
وفي رياض ِ الصالحينْ !
أوَتَعلَمينْ ؟
أني سأسجُدُ في رحابِك ِ إن لَمَحتكِ تُقبلينْ !
أوَتَعلَمينْ ؟
أني سأبكي ألف فََرح ٍ عن عيون العالمينْ
أوَتَعلَمينْ ؟
كُلي إشتياق ٌ كي أراك ِ ولهة ً
يا قُدسُ ليتك ِ تُدركينْ
..................
(1) : " { فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام
وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }
: